هل فكرت يوما بذلك اليوم؟...يوم القيامة؟؟!! هل
حاولت يوما أن تتخيلي أو ترسمي له في خيالك من المشاهد التي ذكرت في
القرآن أو جاءت في السنة...!!! هل استشعرت ذلك اليوم.....! هل حاولت أن
تتخيلي نفسك في ذلك اليوم حيث تموت الحياة على الأرض، وتتحول الى أهوال...
وهي بداية النهاية!.. هل تصدقين حقا أن ذلك سيحدث فجأة، وأنه قد يكون بعد
لحظات؟ نعم قد تكون اللحظة القادمة هي آخر لحظات الحياة... لا أقصد حياتك
فقط... بل أقصد فعلا كل أنواع الحياة على وجه الأرض...!
والكل يجري نفسي نفسي! حيث لا ينفع مال ولا بنون... ولا صاحب ولا صاحبة...
ولا قريب ولا بعيد... إلا من أتى الله بقلب سليم... ويا له من موقف...ويا
لها من مشاهد...!!
ففعلا هل عشت هذا اليوم؟... تخيلي معي...!!! فماذا أعددتِ له... فإن كنت لا تصدقي... فهذا والله ما سيحدث!...
هل ممكن لأحد أن يعيش تلك اللحظات ويستشعرها حقا؟ نعم... فذلك ما حدث
لي..وشعرت بكل ما رأيت...! لقد كان يومًا بعد ما صليت الفجر، نمت بعد قول
الأذكاروعشت...عشت كل ما رأيت فإذا بي في مكان شديد الزحام، كلٌ مشغول
بمراده ومطلبه ومن شدة الزحام، تهت بداخله... تهت في متاهة الحياة...
واندمجت فيها، وإن لم يكن لدي شيئًا هامًا أبحث عنه.
وبعد فترة من الإنشغال في المتاهة... تذكرت تذكرت إني لم أصلِّ صلاة
الظهر... ولم يبقى سوى دقائق لآذان العصرفهرعت الى أقرب مسجد لأصلي...
ولكن هيهات... زحام شديد وانشغال بالدنيا ، لم أستطع ان أركز في الصلاة،
ولم أستطع المضي فيها... وأذّن لصلاة العصر!!! وكانت البداية... بداية
النهاية...!! ففي ثواني إنقلبت الدنيا رأسًا على عقب... وبدأت الأهوال
أهوال مفزعة... إنه يوم القيامة!!
يالله.. ماذا سأقول لربي عند سؤالي عن الصلاة التي فاتتني؟؟! واول ما
يحاسب عليه العبد هو الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت...!!!
اللهم إني أسألك العافية واستيقظت فزعة... باكية... يالله!!! سلّم يارب
سلّم...
فهل رأيتن حبيباتي... كيف أن الموت أو يوم القيامة يأتيان فجأة... ودائمًا
ما نسمع عن موت الفجأة!! فلا تهاون بعد اليوم في أي عمل, بل الجد
والإجتهاد والبذل والعطاء...
فأعدنَ حسباتكن حبيباتي مع أنفسكن، وأنا أوّلكن هل إن كانت النهاية بأي
أشكالها اللحظة الآتية هل نحن مستعدات للقاء الله ومحاسبته لنا؟!! اللهم
اهدنا إليك... وارزقنا من العمل ما ترضى وارض عنا وتب علينا وارزقنا حسن
الخاتمة وحاسبنا حسابا يسيرا...