البرامكة الفرس .. بني خالد حلفاء طيئ !
بقلم :
سعد الحافي ( هنيدس الروقي العتيبي )
البرامكة أو كما يسمون بالفارسية (برمكيان) هم عائلة ترجع اصولها إلى برمك
المجوسي من مدينة بلخ، وقد كان للبرامكة منزلة عاليه واستحوذوا على الكثير
من المناصب في الدولة العباسية وكان لهم حضور كبير في بلاط الخليفة
العباسي هارون الرشيد، الذي ارضعته زوجة يحيى بن خالد البرمكي الذي حفظ
لهارون الرشيد ولاية العهد بعد أن أراد الخليفة الهادي خلع هارون الرشيد.
في زمن هارون الرشيد، قوي ساعد البرامكة وهم أصلا من الفرس ويعودون إلى
جدهم برمك المجوسي. تولى يحيى البرمكي تربية الرشيد ،وقامت زوجة يحيى
بارضاع هارون الرشيد طفلا، فأصبح (أخا بالرضاعة) لابنها "الفضل بن يحيى
البرمكي" و"جعفر بن يحيى البرمكى"الذي حظي بمكانة خاصة عند الرشيد، ويقال
بأنه كان الحاكم الفعلي لبعض أمور الدولة العباسية.
الأمين والمأمون:
بذل أمراء البيت العباسي جهودا كبيرة لاقناع الرشيد ببيعة الأمين ،ابنه من
زبيدة وكان لهم ما أرادوا بحجة أن الأمين بن هارون الرشيد من أب وأم
هاشميين. رغم أن الأمين كان صغير السن مع أن الرشيد كان يحب المأمون
لذكائه ونجابته. كما تمكن البرمكيون من الضغط على الرشيد، فأمر ببيعة
المأمون بعد الأمين، وللعلم فان أم المأمون فارسية.
نهاية البرامكة:
تعاظم نفوذ البرامكة في عهد هارون الرشيد ،لدرجة أن بعض حاشية الخليفة
بدأت تضمر لهم شرا، واحتدم الصراع بين البرمكيين وخصومهم. إلى أن تمكن
خصوم البرامكة بعد حشد كل طاقاتهم من اقناع الخليفة بالتخلص منهم. ولقد
سمم البرامكة موسى بن جعفر الكاظم بعد رحلة لهارون الرشيد الذين قد وشو
وفتنو على موسى بانه يريد الانقلاب عليه، بكى هارون على ابن عمه وعرف
هارون مخطط البرامكه. فقد كان هارون الرشيد ذكيا، وكان يعرف نفوذ البرامكة
في الدولة، وأدرك أن التخلص منهم ليس بالأمر السهل. وقرر في سنة (803 م)
القبض على جميع أفراد العائلة البرمكية، وصادر أموالهم وممتلكاتهم، وشرد
بعضهم، وقتل البعض، بينما دخل الكثيرون منهم إلى السجون. وهكذا في غضون
ساعات انتهت أسطورة البرامكة وانتهت سلطتهم داخل الدولة العباسية. وسميت
معركة الرشيد ضدهم ب " نكبة البرامكة".
بقايا البرامكة:
أن للبرامكة الفرس بقايا فقد هرب بعضهم إلى البادية وعاشوا مع قبائل طيئ
وهؤلاء البقية هم بنو خالد (الخالدي) وهم من نسل جعفر بن يحيى بن خالد
البرمكي الفارسي الذي تزوج العباسة أخت هارون الرشيد.
ولها "ديوان شعر" وفي شعرها إبداع و متعة.
ونسبوا لأبي نواس في العباسة قوله :
ألا قل لأمين الله وابن السادة الساسة
إذا ما خالف سرك أن تفقدوه رأسه
فلا تقتله بالسيــــف وزوجـه بعباسة
والله أعلم.