هل نُحن نحسن الحمد لله .. ؟
شيخ كبير عمره ثمانون عامًا ، فجأة في أحد الأيام أصيب باحتباس في البول ،
فحمله أبناؤه إلى المستشفى و هناك الطبيب قام بعمل قسطرة ، خرج البول و
انتهت آلام الوالد ..
توجه الأبناء للطبيب و أخذوا يشكرونه و يثنون عليه كثيرًا ..
التفت الأبناء إلى أبيهم ليطمئنوا عليه فإذا هو غارق في البكاء ، فأخذوا يهدئونه و يقولون له أن المشكلة انتهت فلمَ البكاء !؟
هدأ قليلا ثم بيّن لهم سبب بكائه بهذه الكلمات :
ساعدني الطبيب مرة واحدة فقط و استشعرنا فضله و معروفه و شكرناه كثيرًا ،
و ثمانون عامًا يغمرني الله - جل جلاله - بكرمه و إحسانه و ستره و بدون
الحاجة إلى أي عملية و لم نستشعر فضله !
يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - :
لو كشف الله الغطاء لعبده ، و أظهر له كيف يدبّر الله له أموره ، و كيف أن
الله أكثر حرصًا على مصلحة العبد من العبد نفسه ، و أنه أرحم به من أمّه ،
لذاب قلب العبد محبةً لله ، و لتقطع قلبه شكرًا لله ..
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ ...
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ...
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ ...
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ ...
الحمد لله الذي تواضع لعظمته كلُّ شيء، الحمد لله الذي استسلم لقدرته كلُّ شيء ...
الحمد لله الذي ذلَّ لعزَّته كلُّ شيء، الحمد لله الذي خضع لملكه كلُّ شيء ...
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ....
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم
يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد الرحمن الرحيم الحي القيوم المنان بديع
السموات والارض ذو الجلال والاكرام أن ترزقنا الفردوس الأعلى من الجنة من
غير حساب ولا سابق عذاب آمين يا رب العالمين ...
--
اللهم احشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آمين
اللهم ارزقنا منازل الشهداء والفردوس الاعلى من الجنة آمين
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته