وجدناك مضطرا فقلنا لك ادعنا نجبك فهل أنت حقا دعوتنا
دعوناكك للخيرات اعرضت نائيا مع العلم والإقرار أنك عبدنا
سألت فأعطيناك فوق الذي ترد عصيت فأمهلنا عليك بحلمنا
غفرنا تكرما عليك وكلما أغرقت أسبلنا عليك بسترنا
نناديك للإحسان تأتي بضده مع العلم والإقرار أنك عبدنا
فيا خجلتي منه إذ هو قال لي أيا عبد سوء ما قرأت كتابنا
أما تستحي منا ويكفيك ما جرى أما تخشى من عتبنا يوم جمعنا
أما آن أن تقلع عن الذنب راجعا إلينا وتنظر ما به جاء وعدنا
أحباؤنا اختاروا المحبة مذهبا وما خالفوا عن مذهب الحب شرعنا
فلو شاهدنت عيناك من حسننا الذي روّاه ماولين عنّا لغيرنا
ولولاح لك من أنوارنا لائح تركت جميع الكائنات لأجلنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة لمت غريقا واشتياقا لقربنا
ولو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا
مجيبا مطيعا خاشعا متذلل لنعطيك أمنا في حظيرة قدسنا
فمن جاءنا طوعا رفعناه رتبة وعنه كشفنا الهم والغم والعنا
ومن حاد عنا ضل سعيا ومذهبا وباء بحرمان ولم يبلغ المنى
ومن أحبنا يعتد للصبر في البلا ويصبر على البلوى لإنفاذ حكمنا
فما حبنا سهل وكل من ادعى سهولته قلنا له قد جهلتنا
فيا أيها العشاق هذا خطابنا إليكم فما إيضاح ما عندكم لنا
فقال خواص العاشقين تذلل يلذ لنا في معركة الحب قتلنا
ولادية نرضى بها غير نظرة إليك ونظرة منك تكفنا
إذا كنت عنا راضيا فهو قصدنا وكل يقول أنت في الحب حبنا
وجدناك للأحباب أوفى وارد وأكرم محبوب لتيسسير وصلنا
أيا ابن الوفا قال فما الذي ترد أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا
أطع امرنا نرفع لاجلك حجبنا فإنا منحنا بالرضى من أحبنا
ولذ بحمانا واحتم بجنابنا لنحميك مما فيه أشرار خلقنا
وعش في حمانا خاضعا متذللا وأخلص لنا تلق المسرة والهنا
وسلم إلينا الامر في كل ما يكن فما القرب والإبعاد إلا بأمرنا
ولا تعرضنا في الأمور فكل من أردناه أحببناه حتى أحبنا
ينادى له في الكون أنا نحبه فيسمع من في الكون أمر حبنا
فيكسى من جلابيب الوقار لأنه أقام بإذلال على باب عزنا
رفعنا له الحجب أبحناه نظرة إلينا وأودعناه من سر سرنا
تمسك بأذيال المحبة واغتنم ليال بهى تحظى بأوقات قربنا
وقم في الدجا فالليل ميقات من برد وصال حبيب فاغتنم فيه وصلنا
وسر نحونا لا تخش في الليل وحشة وكن ذاكرا فالأنس في طيب ذكرنا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغل ولا تنسنا واقصد بذكرك وجهنا
ولا تنس إحسانا بسطناه يافتى جهلت فعرفناك حتى عرفتنا
أمرناك ان تأتي مطيعا لبابنا فأبطأت كتبناك مع خير رسلنا
كفيناك أغنيناك عن سائر الورى فلا تلتفت يوما إلى غير وجهنا
نسيت فذكرناك هل انت ذاكر لإحساننا أم أنت ناس لفضلنا